samedi 4 juin 2016

أخلاط

أخلاط 

إحدى أبرز المسلّمات التي سقطت من وعيي و من الوعي الشعبي نسبيا هي كفاءة و مهنية و خاصة موضوعية قناة الجزيرة إضافة إلى خطابها الذي  لم يكن متميزا في أعيننا إلا لغياب إعلام مهني وموضوعي على الساحة كما قيل :
 أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلبا خاليا فتمكّنا
و مع إطلال "الربيع العربي" علينا بزوابعه فقد بدأ موسم تقشير البصل و نزع غشاواته غشاء بعد آخر حتى تبين لنا أن تلك البصلة ليست غير تلك الغشاوات، و لم يكن يوم هذا الإكتشاف لي إلا يوم دخول العاصمة الليبية طرابلس وذلك النقل الإستعراضي لدخول ثوار الناتوا لباب العزيزية و إعلانهم النصر، مع إخفاء عدد أكبر من الحقائق الفعلية عن أعيننا كمشاهدين مصدقين و مؤمنين بما نراه على الشاشة. وكم كانت حقيقة إكتشاف أنني حمار مؤلمة جدا و لم يعزيني في ذلك إلا أن الموقف الرسمي التونسي و مواقف العديد من الأحزاب كان مثلي تماما و لم تتجاوزني إلا بقوة نهيقها، ; و مع الحرب المدمرة في سوريا جفت ورقة اليقطين و تضخمت عورة الجزيرة التي أصبح من غير الممكن إخفاؤها لا عن العين الدققة فقط بل عن العين "اليومية"
غير أن الإكتشاف الآخر غير سقوط الموضوعية عن الجزيرة هو تهافت خطابها و سذاجته و ابتذاله، فقد لاك مذيعوها و" خبرائها الإستراتيجيون" وأجتروا ما شاء لهم الله أن يجتروا خطابا إعلاميا باهتا لا تتجاوز الديمقراطية فيه صندوق الإنتخابات ولا تتجاوز الحرية فيه تلك الحرية في إطلاق الذقن و لبس الدشداش الأفغاني ومع اصطدامي بعد 14 جانفي لأول مرة بالخطاب اليساري بغثه و سمينه و مع إصطدامنا بالواقع و هو أكبر "معلم" تبين لني ان تلك الشعارات الي آمنت بها ك"يومي" سابق ليست أكثر من شعارات و تهويمات لا ترقى إلى الواقع المركب أبدا و لا تمحص تعقيداته و تشبيكاته المتداخلة. و مقابل هذا التكشف المبهر و النطور المتلاحق بقي عربة لا الجزيرة فقط لكن أغلب الإعلام الساقط علينا من السماء، بقيت عربة متهالكة إلا أنها و مع دخول جمهور الكرة و "الفرايجية" سوق الحديث في الشأن العام ، أصبحت هذه العربة ماركة مسجلة، يكفي أن ترى عدد المريدين لسمير الوافي مثلا لتعرف ما أعنيه ناهيك عن حوالي 10 مليون متبع لفيصل القاسم (ليسوا كلهم مريدين)
و بالحديث عن "الدكتور" فيصل القاسم فإن شعره المزروع و تلك الصور التي يأخذها لنفسه مع ساعته الضخمة و جواله وبدلته الأنيقة و صداه تتجاوزبسنوات ضوئية مقالاته و تحليلاته، فهل يتناسب وزن ساعته مثلا مع نظرياته و هل تتلائم بدلته الأنيقة مع تبادله السباب و الشتائم مع الرعاع و الأجلاف و سقط المتاع (محدثكم مثلا) وهل ترقى كلمة دكتور التي يصر بشدة على إلصاقها به مع حواراته و مقالاته و تصوره الطفولي العامي عن السياسة..
لم أكن لأكتب و أفكر بما كتبت لولا دخول الجيش العربي السوري لمعركة تحرير الرقة التي جعلتني أترقب ما ستجود به قريحة "المفكر الدكتور" فيصل القاسم نصرة للقتل و التدمير
المجد ل#سوريا و شعبها البطل
المجد للفكر الحر و التنوير "الكانطي"شرطا ودعامتا الحرية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire