dimanche 4 décembre 2016

كتب في الزنزانة

كتب في الزنزانة

كُتٌب في الزنزانة
كانت لحظة الإنفجار وكل ما حدث بعدها مثاليا ونموذجيا و رائقا، لم يحدث أكثر من خمسين إعداما، و لم تدمّر سوى خمس بنايات. بعد سنوات من ذلك فقط عرف شعب "فورجتين لاند" (1) الرواية الحقيقة للمباني الخمس و للإعدامات الغامضة.
يتذكر صديقه الكاتب ما حدث تلك الليلة " لقد مر بي منذ الصباح وطلب مني أن أعد قائمة بالكتب لنحملها معنا، في مهمّته الليلية.
وفي المساء عاد و طلب مني أن أرافقه.. ثم انطلقنا إلى القاعدة التي يرابط فيها و فتح الشاشات التي أمامه، ثم فتح جهازه اللاسلكي وأعطى أوامره تباعا" إقتحموا تلك المباني " وهاتولي فلان و فلتان " ثم دمروا تلك المباني
كانت تلك المباني هي مقرات التلفزات الخاصة و العامة، و لم يفلح رجائي معه في إعفاء المباني من التدمير "لقد كانت تلك مقرات بث البهامة على نطاق وطني، يجب أن تدمّر و يبقى ركامها، لقد صنع ما يكفي من الدنس في تلك الرقع الصغيرة ما يصيب الأرض قاطبة بالقحط لمدة قرون، لقد قيل من الأكاذيب ودنس من الحقائق و سُفه من الحكماء عبر تلك الشاشات ما لا تكفي خمسون سنة حكمة لمسح آثاره، لم يتسامحوا معنا و لن نتسامح معهم، حتى حيطانهم مدنسة، لن يطهرها إلا الركام...
لقد كان يشاهد عبر شاشاته مشاهد تدمير تلك المباني الوسخة وهو يترشف كأسا من النبيذ المعتق "لقد أسميت هذه القارورة قارورة النصر ومنذ فكرت في هذا اليوم اشتريت هذه القارورة الفاخرة و خبأتها لهذا اليوم و لهذ اللحظة تحديدا"
و بعد لحظات قليلة التحق بنا "بن بريك" و الأرض لا تكاد تسعه من الفرح "عملتها يا طحان هههههههههههه" هيا هاتهملي خنعملولهم المحاكمة الأخيرة" لم أفهم ما يقصده إلى أن وصل المعتقلون و لم أكد ما أصدق ما أرى... كل تلك الوجوه التي ادعت الحكمة و بثت خطاباتها عبر تلك الأبواق لسنوات متواصلة دون رقيب أو حسيب أو مجيب.. و سرعان ما ابتدأت المحاكمة
المتهم الأول "شمير الواكي"، ثلاثة أسئلة: بعد قداش من عام من وفاة الرسول كتب البخاري الصحيح متاعوا ؟ ما نعرش، قريتش القرآن؟ لا، قريتش رواية لميلان كونديرا" لا.. الحكم. تحبسوا لخرا في بيت لين تقرا راس المال يا جربوع، وقت ما تقص على القراية إعدام و كي تكمل تقرا إعدام... هزوا من قدامي الخراء
"محمد بو غنام" قريتش للبشير خريف؟ قريت أجاب بو غنام و هو يرتجف... يا طحان قريت للبشير خريف و تطلع في الخرا من جلغتك، ما نيش مسامحك علي كتبتوا من عشر سنين على التوانسة إلي يأبنوا في كاسترو، يا بغل
وقام من كرسيه و دفعه بساقه إلى البركة أسفل القاعة، لم يكن المسبح خاليا، كان التمساحان الجائعان ينتظران ما سيقدم لهما في ذلك المساء و قد كانت الوليمة التي أعدا الضابط لهم سخية جدا...
سي عناء..إيحا لهنا، كان المسكين يرتعد مما حدث لسابقيه ودون أي مقدمات تم حمله ورميه للتماسيح الهائجة من رائحة الدماء في البركة الثانية..
و في ساعتين أصبحت أغلب تلك الوجوه المعروفة وليمة للتماسيح الشرهة و النهمة و التي تزداد شراهتها برائحة الدماء في البركة.. إعلاميون و خبراء إقتصاديون مأجورون و كل كلاب الحراسة المسعورة... المقدادان، مقداد النهضة و مقداد الموسيقى.. البوبكران، بو بكر الجديد و بوبكر أيام السابع..المذيع الأصلع السمين صاحب النكات البايخة..
لقد ترك بعضهم أحياء ليعذبهم.. كان التعذيب أن يقرأ هؤلاء أرفع ما كتب في الفكر والأدب، ثم يرموا إلى التماسيح بعد ذلك غير مأسوف عليهم...
و مع آخر رشفة نبيذ التفت وقال: غدا تبدأ الثورة صديقي..
-----------------------
1 ForgettingLand

lundi 31 octobre 2016

من قتل محسن فكري بائع السمك المغربي


من قتل محسن فكري بائع السمك


من قتل محسن فكري، 1 الجظ العاثر و هو ما قراش على روحو ... 2 الفساد و البيروقراطية ، 3 مؤامرة صهيوقطرية على المغرب 4 أم النظام القائم ككللّ في العالم و موقع المغرب في هذا النظام
كان جاوبت ب (1) راك مواطن صالح خايف على خبزة الصغار، و تصوت بإنتظام في الإنتخابات و تتفرج ف التلفزة و تسمع في الراديون و ساعات تشارك في برامج بتاع مسابقات إذاعية و تعطي في رايك حول ظاهرة الضبابط الناتنة في الكار و الصغار إلي ما يسمعوش كلام والديهم، و تحب بورقيبة و الغنوشي و المرزوقي هكة أمورك عال العال لاباس عليك و لن أنصحك بأن تطمح في أكثر من ذلك لأن طموحك أساسا يتوقف حيث تقف قدماك
كان جاوبت (2) فراك مشروع حقوقي جيد مستعد لتصادق كل العالم و لا تعادي إلا المخربين، ما عندكش مشكلة في تمويل جمعيتك الواعدة حول ثقافة الديمقراطية إن شاء الله تمولك العربية السعودية، باش تكون عندك فرصة تحضر في برشة مؤتمرات حول العالم و تزور برشة نزل و فنادق وتبشر بالصندوق إلي حسب رايك هو ما ينقص القبائل البدائية في غابات الأمازون لتصبح متطورة تماما و تعيش السعادة و ينجم يستدعاك نوفل الورتاني في أحد برامجه يالطبيعة لن تتحدث إلا عن تجاوزات البوليس كتجاوزات فردية لا علاقة لها بالحكم/ وممكن تدعو إلى إقالة العمدة و المعتمد و الوالي أحيانا...ستعجب الفتيات بصراخك و بالPAPILLON جميلة التي تزين بدلتك، المهم صحة عليك
كان جاوبت ب (3)، فراك "مثقف" تنظر بنصف عين، تتعامل مع الناس كأنهم قصّر أو عميان و تدعوهم إلى التحضر و قرائة الحقائق و تدعوهم للإعتبار من التجارب التي حدثت في تونس و مصر و سوريا و تعوهم إلى الوحدة و التوحد ضد المؤامرة الماسونية على "وطننا العزيز" خاصة و أنو فما تحقيقات تبين أنو المرحوم تلقى دورات تكوينية من التوانسة في كيفية الموت بطريقة مشهدية سينمائية، و انو المرحوم خذا تعليمات مباشرة من المخابرات المركزية الأمريكية باش يرمي روحو تحت المكينة مقابل وعد بضمان الشهرة له و المال لعائلته بعد موته و تصوير جثته و نشرها.. في هذه الحالة نتوقعلك مستقبل باهر جدا، ستصبح ضيف البلاتوات و الإذاعات و النجم الإعلامي "الوطني" رقم واحد، يمكن لك أن تقرأ شيئا من الشعر لتتستشهد به في حواراتك و و تعمل باج فايسبوك... لن تعجب بك إلا الفتيات الرصينات من سن 35 فما فوق مع " "إطارات الدولة" (نقصد CADRE موش عجلة) وممكن برشة تتحصل على موقع مهم في الدولة متاعك بعد ما توفا الإحتجاجات
كان جاوبت (4) فليس لك أي مكان في هذا العالم أو في الشكل القادم للعالم، سترمى بكل التهم وبالغباء و باللاوطنية، لن تستطيع أن تقول شيئا و لا أن تفسر شيئا مما تريد، ممكن ان تتحول إي مثل من أجاب ب (3) و تربح راحة بالك، أو يمكنك بكل بساطة أن تعبر عن قناعاتك دون أن تنتظر شيئا من أحد و أن تواصل قرائة الروايات و سماع الموسيقى و تحاول الكتابة لنفسك و لللقة القليلة التي معك، المهم أن لا تنتظر جزاء من أحد و لا تتظر ثورة او تشارك في صنعها لأنها لن تأتي بإختصار، يمكن لك أن تحلم بها لكن لا تتتظرها، لأنك لو فعلت ستموت مبكرا بعد أن يتخرب جسدك من الخمور الرديئة و التبغ المهرب ومن الغباء المعمم و الممؤسس ، ستموت مبكرا لأن قلبك لن يستطيع أن يعيش في كل هذه الكومة من البذاءة
#طحن_مو



mercredi 5 octobre 2016

التربية على الحرية

#كلمة_حرة، التربية و التعليم نريدها تربية_على_الحرية




المدرسة حاجة باهية برشة، و أعظم إنتاج ممكن عملتو البشرية هي تعميم التعليم، لأنها أعطتنا منفذا كبيرا لإكتشاف العالم، و بنائه، لكن عمر تعميم التعليم بالنسبة لتاريخ الإنسان أقصد منذ أبتكار الإنسان للكتابة قصير جدا جدا ماذا يمكن أن تكون خمسون سنة أو 100 سنة في تاريخ الجنس البشري، وقد كانت الكلمة المكتوبة و ابتكارها كما العلم سلاحا فتاكا و رهيبا بيد من يملكه، بيد أن تعميم التعليم الآن أصبح غير كاف نظرا للشكل القديم الذي لازال يمارس به التعليم كما أن إضفاء هالة القدسية الرهيبة على كل من علمنا ليس أمرا بريئا تماما، و لست أراها إلا بابا آخر من أبواب سيطرة المجتمعات الذكورية الأبوية، و إعادة إنتاج هذه السيطرة، و هنا تحضرني كلمة مشوش أو تلميذ يشوش، تذكرني بآلات الدولة، و البوليس في سياق حديثهم عن المشوشين، أي المضربين الساخطين على وضعهم، هناك خيط ما يربط بين الكلمتين، مسطرة الطاعة و عصاها، بقطع النظر عن وظيفة التعليم كما وظيفة حفظ الأمن لدى الدولة أو البوليس.
من ناحية أخرى وأمام التعليم العمومي بكل هنّاته نقف في هذا الزمن الموحش على عتبة التسليع المريرة، جعل المعلم سلعة و التلميذ سلعة و التعليم في حد ذاته سوقا، حتى عملية التعليم كوسيلة لتمرير المعارف لم تبقى بهدف تنوير العقول، بل وسمها زمننا بطابع النفعية و الإنتهازية و النجاح بأي وسيلة كانت، لم تبقى المعرفة هي الهدف و للأسف قليلة هي الأصوات المدافعة عن التعليم العمومي لعل من أبرزها منظومة التعليم العمومي و أساليبها حتى في عز مجدها
نريد فعلا التربية و التعليم لكن نريدها تربية على الحرية تنتج ذوات حرة  واعية متسلحة بسلاح النقد , ذوات تقدر حريتها و تنافح عنها و تعيد إنتاجها، حرية لا تباع و لا تشترى ولا تقايض بشغل أو بمنصب ، حرية تنافح على الحق و ترفض التمييز و الظلم

lundi 27 juin 2016

مارادونا

مارادونا


بمناسبة الحديث عن الكرة و ميسي و مارادونا حبيت نرمي سطلي في ها البئر و أقول الآتي
ميسي كوارجي كبير برشة بالنسبة لجيلنا ، ريناه و تفرجنا عليه و حبيناه على خاطر كوارجي و على خاطر من القارة الفتية الشابة الفنانة و المقهورة، البرة من الملعب بقودوا فيه وكلاء الأعمال كيفو كيف اي نجم في أسطوريتو وماهوش باش يخرج من الدائرة بتاع إشهارات البيبسي و البكاء في القدس على حائط المبكى، خاطر هكة نولي كايني نلوم في كوثر الباردي مثلا على موقفها من الثورة و السياسة... مثلا عمري ما حبيت زيدان إلي هو سخطة حقيقة و كارثة ما صارتش لا لشيئ إلا لأنوا لعب مع ريال مدريد و زيد فرنساوي و خاصة فرنساوي، بلاتيني ما تفرجتش فيه أما رغم أرقاموا الكبيرة فما نحبوش لأنوا دخل دواليب الكرافاتات و الفيفا و السمسارة الخماج و زيد على خاطروا فرنساوي
بيلي و برشة سخوطات أخرين أكيد كانوا كوارجية أما يبقى مارادونا وحدو، ميش كان في الكرة أما حتى البرة من الملعب و مالكورة، الراجل يعطي في تصاريح نار وما عندو علاش يخاف أبدا و كان من القلائل إلي وقفوا مع سواريز في محنة "عضة كيليني"، الراجل هاز تصاور A.C.A.B  وهاك قعداتو مع البوليفاري الراحل شافيز و  هاك فيدال كاسترو، و الهدفين التاريخيين الرمزيين على إنقلترا بما فيهم "يد الرب"
مارادونا لم يكن فقط لاعب كرة صعد من العدم و الأحياء الفقيرة فقط/ مارادونا أيقونة بتاع حرية في زمن التوتاليتالرية الليبرالية
تو نخليكم مع أيقونة أخرى من هاك القارة الحية تحكي على مارادونا
يقول الراحل إدواردو غاليانو في "كرة القدم بين الشمس و الظل  ما يأتي



mardi 7 juin 2016

أنا و السلطة

ما نعرش علاش، أما نكره السلطة و نكره التراتبية الهرمية إلي مبني عليها العالم الكل، ، أي سلطة وكانت، نكره الشيفان (جمع شاف) و المعلمية و المديرين، نكره إعطاء الأوامر وها الزجرية إلي فيها مهما كانت صيغتها ملطفة نحب نعمل حاجة وحدي خاطرني مسؤول و حر و نعرف إلي لازم نعملها (رغم الإكراه المستبطن في عبارة "لازم" )، بالمثل شخصيا ما عندي حتى رغبة باش نكون مسيرو إلا مسهول و مقرر مصير شحنة بضاعة أو مكان حطان زليزة أو توزيع الخدم و المسهوليات... الفكرة تاع اني نهرول و نجري باش نعمل أقصى ما عندي باش يرضى علينا العرف ويزيدنا تفتوفة آخر الشهر فيها كم من الإكراه تنتفي معه كل حرية، زد على ذلك السلطة في نسختها العربية مع كل العقد إلي حملناها و كبرنا بها كعرب تجعل منا متسلطين بائسين، و لأني أدعي أني حر فأنا نكره ممارسطة السلطة حتى على قطوس رغم إكراهات الواقع، 
  1. فكرة السيد/ الشاف العارف بكل شيء و القادر على حل كل المشاكل و المخطط و الإستراتيجي إلخ... تبدو فكرة خرافية و تحمل برشة ظلم خاصة في ظل تعقيدات واقعنا ، نتمنى أنا في العالم نقدروا نعملوا سلطة تشاركية ديمقراطية حقيقية، هذا موش ساهل و أقرب للحلمة في عصر الإمبراطورية (طوني نغري)، لكن الحمد الله الشيفان مازالوا ما يسيطروش على رغبتنا في أنا نكونوا كيف كيف

samedi 4 juin 2016

أخلاط

أخلاط 

إحدى أبرز المسلّمات التي سقطت من وعيي و من الوعي الشعبي نسبيا هي كفاءة و مهنية و خاصة موضوعية قناة الجزيرة إضافة إلى خطابها الذي  لم يكن متميزا في أعيننا إلا لغياب إعلام مهني وموضوعي على الساحة كما قيل :
 أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلبا خاليا فتمكّنا
و مع إطلال "الربيع العربي" علينا بزوابعه فقد بدأ موسم تقشير البصل و نزع غشاواته غشاء بعد آخر حتى تبين لنا أن تلك البصلة ليست غير تلك الغشاوات، و لم يكن يوم هذا الإكتشاف لي إلا يوم دخول العاصمة الليبية طرابلس وذلك النقل الإستعراضي لدخول ثوار الناتوا لباب العزيزية و إعلانهم النصر، مع إخفاء عدد أكبر من الحقائق الفعلية عن أعيننا كمشاهدين مصدقين و مؤمنين بما نراه على الشاشة. وكم كانت حقيقة إكتشاف أنني حمار مؤلمة جدا و لم يعزيني في ذلك إلا أن الموقف الرسمي التونسي و مواقف العديد من الأحزاب كان مثلي تماما و لم تتجاوزني إلا بقوة نهيقها، ; و مع الحرب المدمرة في سوريا جفت ورقة اليقطين و تضخمت عورة الجزيرة التي أصبح من غير الممكن إخفاؤها لا عن العين الدققة فقط بل عن العين "اليومية"
غير أن الإكتشاف الآخر غير سقوط الموضوعية عن الجزيرة هو تهافت خطابها و سذاجته و ابتذاله، فقد لاك مذيعوها و" خبرائها الإستراتيجيون" وأجتروا ما شاء لهم الله أن يجتروا خطابا إعلاميا باهتا لا تتجاوز الديمقراطية فيه صندوق الإنتخابات ولا تتجاوز الحرية فيه تلك الحرية في إطلاق الذقن و لبس الدشداش الأفغاني ومع اصطدامي بعد 14 جانفي لأول مرة بالخطاب اليساري بغثه و سمينه و مع إصطدامنا بالواقع و هو أكبر "معلم" تبين لني ان تلك الشعارات الي آمنت بها ك"يومي" سابق ليست أكثر من شعارات و تهويمات لا ترقى إلى الواقع المركب أبدا و لا تمحص تعقيداته و تشبيكاته المتداخلة. و مقابل هذا التكشف المبهر و النطور المتلاحق بقي عربة لا الجزيرة فقط لكن أغلب الإعلام الساقط علينا من السماء، بقيت عربة متهالكة إلا أنها و مع دخول جمهور الكرة و "الفرايجية" سوق الحديث في الشأن العام ، أصبحت هذه العربة ماركة مسجلة، يكفي أن ترى عدد المريدين لسمير الوافي مثلا لتعرف ما أعنيه ناهيك عن حوالي 10 مليون متبع لفيصل القاسم (ليسوا كلهم مريدين)
و بالحديث عن "الدكتور" فيصل القاسم فإن شعره المزروع و تلك الصور التي يأخذها لنفسه مع ساعته الضخمة و جواله وبدلته الأنيقة و صداه تتجاوزبسنوات ضوئية مقالاته و تحليلاته، فهل يتناسب وزن ساعته مثلا مع نظرياته و هل تتلائم بدلته الأنيقة مع تبادله السباب و الشتائم مع الرعاع و الأجلاف و سقط المتاع (محدثكم مثلا) وهل ترقى كلمة دكتور التي يصر بشدة على إلصاقها به مع حواراته و مقالاته و تصوره الطفولي العامي عن السياسة..
لم أكن لأكتب و أفكر بما كتبت لولا دخول الجيش العربي السوري لمعركة تحرير الرقة التي جعلتني أترقب ما ستجود به قريحة "المفكر الدكتور" فيصل القاسم نصرة للقتل و التدمير
المجد ل#سوريا و شعبها البطل
المجد للفكر الحر و التنوير "الكانطي"شرطا ودعامتا الحرية

mardi 5 avril 2016

Extrait....



La convention qui rédigea la Constitution des Etats-Unis était composée de 55 membres. Une majorité d’entre eux étaient des avocats - pas un seul fermier, ouvrier ou paysan. 40 possédaient du Revolutionary Scrip [monnaie émise pour contrer la monnaie coloniale]. 14 étaient des spéculateurs de terrains. 24 étaient des prêteurs. 11 étaient des marchands. 15 possédaient des esclaves. Ils ont crée une Constitution qui protège les droits de propriété, pas les droits de l’homme.


Senateur Richard Pettigrew - "Ploutocratie Triomphante" (1922)

lundi 7 mars 2016

سفر الرحيل أو هيمنغواي دون نبيذ

 سفر الرحيل أوهيمنغواي دون نبيذ 



ليست أوروبا و لا أمريكا و لا حتى آسيا، فالبوصلة تشير إلى الجنوب بعمق..نحو ما تحت الصحراء الكبرى تحديدا.. لن أستقل طائرة.. لن انضم إلى قوات حفظ السلام الدولية و لا إلى هيئات الإغاثة و لا إلى أي منظمة دولية في سبيل رحلة إفريقيا.. سأعبر الصحراء الكبرى دون دليل او مرشد..سأتتبع المسار العكسي  للهوموسابيانس الأوائل الذين صعدوا لجنوب المتوسط. لن أحمل أي وثائق هوية و لا كتابا و لا آلة تصوير و لا ساعة يدوية و لا أجهزة إتصالات.. ساترك كل شيئ خلفي..و أشق الصحراء كطلوع الشمس كقطار بخاري يجتاز جليد سيبيريا.. لن أتوقف إلا عند سهول السافانا او الغابات الكثيفة فأنا لا اعرف أين سأصل.. ربما ترميني قدماي في شمال نيجيريا... سأنضم إلى جماعة "بوكو حرام" و أمارس القتل الجماعي و الإغتصاب الجماعي و التدمير..
و لن تكون النهاية.. سأمحو ذلك و أواصل فلا مجال للرّكود سأواصل جنوبا أو شرقا نحو ارض الميعاد مكان ما حيث الحرب الضروس تطحن كل ما بلاقيها..كل العالم سيكون هناك.. سماسرة الحروب..شركات البترول و الغاز..تجار السلاح.. مهربوا الذهب و الألماس.. عملاء الإستخبارات من كل العالم المهتم.. صحفيون..
الأرض الحبلى بالقتل و الدماء، الارض التي لا سكون فيها ستكون منفاي..
في أرض الميعاد لا أعلم ماذا اريد أن اكون..لن أقرر شيئا ساتبع غريزتي كضبع يأكل الجيف..كقرش يتبع رائحة الدماء
ربما يصيبني فيروس قاتل فأستحيل جثة او عينة مخبرية و طعاما للكلاب..أو لعلي لا أموت فأصاب بالجنون و أصبح درويشا في قبيلة بدائية..و أرقص لهم و اغني لهم و لتسليتهم
أو ربما اكون اكثر حكمة و اوحد بين هذه القبائل المتفرقة كما فعل جنكيز خان..لن يخدعنا السيد الأبيض فقد خبرته جيدا.. سنجعل منهم عبيدا لنا و من نسائهم آلات متعة.. سنقتل كل الدخلاء خاصة مدّعي الطيبة.. الصحفيون وو كالات الإغاثة وكل اصحاب الدماء النقية و المبشرين و الواعظين ومن الممكن أن أكون اكثر حكمة و أوقف هذا النزيف و أقود صراعا محليا ضد الإمريالية في إفريقيا دون جرائم و لا إبادة.. ثم أقتل غيلة و غدرا و تقتلع عيناي و تصلب جثتي .. أما هناك سيحفظون ذكراي و يرددون كلماتي و يجكون مآثري..سيقولون أني أشفيت العميان و أحييت الأموات و أني قديس و أن السماء بكت على فراقي و سيجعل مني العالم الحر إرهابيا مجنونا قذرا... و بعد سنوات سيضعون صوري على علب الكوكا كولا و على قطع الشوكولاتة و ربما يطلقون إسمي على معزفة موسيقية او قصيدة.. لا أعلم

ولعلي اكون أكثر سذاجة و اعمل مع هيئات الإغاثة..سأقدم التلاقيح للأطفال و أشارك في عمليات الولادة و أساعد الجرحى..سأوزع الاغذية و المياه سأعمل ل18 ساعة في اليوم و أقضي ما بقي من يومي مع رفاق المنفى.. سأحكي لهم عن ثورة الزفت العربي و عن قناة المتوسط.. سأخبرهم عن العلمي و الغنوشي و كلب بن كلب و عن البيرة و الماغون العتيق.. سأحدثهم عن النسيان و الإشتياق و الحب و أحدثهم عن بلاد القهر و كلية التفليم.. و اغني لهم الصالحي و مرحوم إلي سمى عيشة و عن الزبوبية الكافية و سنشرب نخب المنفى

من الممكن أن أصبح مراسلا حربيا لصحيفة او قناة بريطانية أو أمريكية..سأنقل لهم كل القاذورات من هناك و سأصنع  من معاناة البعض نجاحي و ثروتي و انتهي كروبرت فيسك و أنا اتحدث عن الحرب الخاطفة ثم آخذ لنفسي تقاعدا مريحا في "هاواي" اجمع فيه قصصي و مذكراتي ..سأكتب كل يوم على تلك الشطئان السحرية و أفرغ رأسي من كل ما فيه ثم اطلق علبه رصاصة رحيمة
من الممكن أن اكون اكثر حكمة و أصبح تاجر سلاح و مهربا للذهب و الألماس..و أسقط كل الاعراف من قواميسي و أشعل الحرب لأسهل نهبي و تتراكم ثروتي..سأنقل السلاح من العالم المتحضر إلى العالم البربري و أنقل الذهب من اوحال هذا العالم إلى عالم الانوار.. و أقتني يختا و طائرة و قصورا في كل قارة و انفق على العاهرات و القوادين و الكتاب  و عندما أتعب من سفري اعود بما بقي من تلك الثروة و أصبح منتجا سينمائيا و صاحب دور نشر و أصنع مركزا للترجمة و اوصي ان يدفنوني على انغام السمفونية الخامسة


و قد أستعيد سذاجتي المفقودة هناك و امضي حياتي البائسة في البحث عن لقاحات و أمصال جديدة أنقذ بها الأطفال كي يكبروا و يصبحوا وقودا لحروبهم التي لا تنتهي..

قد أكون و قد أكون.. و ربما اموت عطشا في الصحراء و ربما تقتلني "بوكو حرام" لو علموا أن مياهي ليست سوى خمرا رديء الصنع.. و ربما أموت بالملاريا أو بالنسيان  أو بالرصاص.. و ربما تقتلني الضباع او يرفسني قطيع من الحمير الوحشية و أصير نبتة سافانا أو ناب أسد ضاري.. لا أعلم..
 
 ما أعلمه أني راحل دون قطّي الصّغير و دون معجون أسنان






mercredi 20 janvier 2016

إعتراف باستغلال إفريقيا

إعتراف باستغلال إفريقيا


إعتراف مصور في سياق الحديث للرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عن إستغلال القارة الإفريقية


jeudi 14 janvier 2016

أي معنى لإنقسام نداء تونس

أي معنى لإنقسام نداء تونس

لم يكن انقسام نداء تونس الحزب الفائز بأكبر نسبة من مقاعد المجلس التأسيسي بالإنتخابات التشريعية الأخيرة أمرا غير متوقع، فنشأة  الحزب و تركيبته الهجينة حملت في نواتها بذور انقسامه و ربما انفجاره و تشظيه في قادم المراحل

التكوين و التركيبة

بعد إنتخابات 23 أكتوبر 2011 و التي أسفرت عن فوز كاسح لحركةالنهضة الذي تحصل على حوالي 90 مقعدا في المجلس التأسيسي، خاصة مع ضياع حوالي مليون صوت آخر بين عشرات القائمات في كل جهات البلاد، ظهرت الضرورة ملحة لكل المدارس الفكرية  السياسية في البلاد للتكتل في أحلاف عمل سياسي، انتخابية و نضالية.فتأسست الجبهة الشعبية من قبل الأحزاب العمالية و القومية و البعض من المستقلين الثوريين كما أسست بعض الأحزاب "الوسطية" الإتحاد من أجل تونس و بالمثل و في خضم كل ذلك الحراك ظهر   حزب نداء تونس كتشكيل هجين بين العديد من الأفراد يجمع  بينهم على حد قول رئيسه"حب تونس"  
حيث بهذا المعنى اجتمع مؤسسوا الحزب كردة فعل على سيطرة النهضة و تغولها ليعيدوا شيئا من التوازن المفقود في المشهد السياسي بعد إنتخابات  2011. و قد ضم الحزب بعض النواب المنسحبين من كتلاتهم ك خميس قصيلة و العديد من المثقفين التونسيين و المناضلين اليساريين السابقين ; و نشطاء في جمعيات دولية "غير خكومية" كمحسن مرزوق الناشط السابق ب فريدوم هاوس (freedom House)
    ونقابيين كالطيب البكوش و حقوقيين ومناهضين لحزب بن علي و خاصة بعض رجال الصف الثاني لحزب بن علي الذين لم يجدوا مكان لهم مع النظام الحاكم في تونس أيام بن علي و على رأس هؤلاء "االباجي قائد السبسي" رئيس برلمان بن علي في 1990 و 1991.
 و منذ تكوين نداء تونس نجح في لفت الإنتباه نظرا للوجوه التي أسسته  مما ساهم في بناء قطبين كبيرين بحجم متابعيهم و  مريديه حيث أن التناقض بين القطبين تمحور حول ما يسمى بمنجزات الحداثة أو منجزات دولة الإستقلال التي تمترس "نداء تونس" بها في الوقت الذي كشفت حركة النهضة في زهوة إنتصارها عن نيتها المبيتة ضد شيئ من دولة الإستقلال مما أخاف أغلبية التونسيين وجعلهم يبحثون عن حصن حصين لتلك الإنجازات على ندرتها خاصة مع الفشل الموضوعي للجبهة الشعبية في استنهاض همم التونسيين  و توجيههم نحو المسألة الإقتصادية و الإجتماعية و التخفيف من حدة الإستقطاب الثنائي حول الحداثة خاصة بعد الإغتيالين  السياسيين الكبيرين الذان حمل أغلبية التونسيين مسئوليتهما لحركة النهضة.

مرحلة ما بعد إنتخابات 2014

و جائت إنتخابات 2014 أخيرا في مرحلة رسخ فيها الحزب أقدامه جيدا في الوعي التونسي العام ليترجم هذا الترسخ بانتصار كبير في بحصوله على أكبر عدد من المقاعد في مجلس نواب الشعب و لتبدأ رحلة تكوين الحكومة التي امتدت أشهرا لتسفر عن حكومة "توافقية" ما بين أحزاب النهضة و النداء و آفاق تونس و الحزب الوطني الحر، حكومة توافقية بقيادة  شخصية وطنية غير متحزبة كما سوق هؤلاء فكان الإختيار على "الحبيب الصيد" أحد وزراء بن علي السابقين ووزير حكومة الباجي قبل انتخابات 2011. غير أن شهر العسل في الحزب ما فتئ أن انتهى سريعا بعد ظهور العديد من المناوشات و تبادل الإتهامات ما بين أقطاب هذا الحزب خاصة بين  محسن مرزوق والحافظ قائد السبسي نجل الرئيسي الحالي ومما يجدر التنويه به أن جل تلك الخلافات لم تكن حول خيارات سياسية استراتيجية أو حول مسائل إقتصادية مالية ، إلى أن بدأت تكبر الخلافات و رغم السعي الحثيث للعديد من مناضلي الحزب لرأب الصدع و للقيام بمؤتمر انتخابي إلا أن مؤتمر سوسة الأخير  الذي أسفر عن إختيار هيأة تأسيسية طعنت فيها أغلب قيادات الحزب.

الدلالات 

قبل الإنتخابات الرئيسية و التشريعية صرح الناشط اليساري فتحي الدبك بقناة نسمة التونسية بأنه لا خوف على الديمقراطية من حزب  ،نداء تونس لأن العديد من أعضائه لا يمكن أن يكونوا في حزب فاشي حسب تعبيره و إذ كان هذا التصريح يعكس الرأي العام التونسي الذي ساند الرئيس الحالي في الدور الثاني من الإنتخابات الرئيسية غير أن المتابع و الملاحظ للمشهد الحالي يرى أن العديد من هذه الوجوه و التي ساهمت في بناءه أعلنت عن تجميد عضويتها أو انسحابها دون نسيان انشقاق محسن مرزوق و استقالة لزهر العكرمي  من الحكومة ثم من الحزب و التي حسب تعبير الأخير هي حكومة بلا أيد و عاجزة عن اتخاذ قرارات, و لمتسائل أن يسأل أية حصيلة فعلية يقدمها نداء تونس  لناخبيه و الوطن بعد عام من انتخابه؟ 
هل تم كشف حقيقة الإغتيالات السياسية التي وعد الرئيس الحالي بنفسه قبل إنتخابه على السهر على هذا الموضوع  ومتابعته
هل تحالف النداء مع النهضة أم لم يتحالف مما يدفعنا أن نسأل لاحقا عن التعبيرة الطبقية لهذين الحزبين و هل أن لجم  جموح حركة النهضة كان بفعل التوازن الإنتخابي أم بفعل الحراك المواطني و المجتمع المدني؟
هل سن مجلس نواب الشعب قوانين مع حرية المعتقد و تحمي الحريات و تحمي الناس خاصة مع تكرر الإعتداءات على حقوق الإنسان من قبل السلطة بحجة مقاومة الإرهاب و بحجة حماية المقدسات؟  
هل تمت حماية القطاعات الشعبية من الفساد المستشري بالبلاد و هل تمت محاسبة المفسدين الذين طال انتظار محاسبتهم و محاكمتهم؟
و هل وضحت لنا الحكومة طبيعة التحالف الذي أبرمته الدولة مع الولايات المتحدة الأمريكية, ما مغزاه وما  مغزى الإنضمام  لتحالف الإسلامي بقيادة السعودية في محاربة الإرهاب خاصة و أن  القاصي و الداني يعلم مدى سخف هذا الإدعاء؟
 و لست مغاليا إن قلت أن حصيلة الحكم الحالي سلبية بشهادة أول المنسحبين منها لزهر العكرمي الذي صرح بأن لا نية لهذه الحكومة  بمحاربة الفساد و بحل أغلب المشاكل المستعصية.
و الآن ألا يحق للمتابع و نحن نعيش في الكرى الخامسة للثورة أن يتسائل هل استطاع الحزب الذي صعد للإنتخابات أن يواجه أو يبدأ في مواجهة المخاطر التي تترصد بالبلاد أم هل أنه يرفض حلها رغم وجود العديد من الكفاءات و الشخصيات الوطنية فيه 
و أية علاقة ما بين عجزه في الحكم و أزمته الداخلية التي أدت تقريبا إلى طرد ناعم لكل الوجوه التي كانت سببا في حصول الحزب على ثقة منخرطيه أولا و ناخبيه ثانيا بعد مؤتمر سوسة الموسوم بالإنقلابي و الذي أسفر عن هيأة تأسيسية غير منتخبة فرضت فرضا 
  وهل أن حزبا مدنيا ينقلب على الديمقراطية داخله و يأتي بوجوه ثانوية كالحافظ قائد السبسي خاصة قادر فعلا على المحافظة على    الديمقراطية و مكتسبات الثورة, و على رأسها حرية التنظم و التظاهروحرية التعبير  ولنا أن ننوه
بتذرع الحكومة  بموضوع الإرهاب أكثر من مرة لتدعو لوحدة وطنية لا نقهم منها إلا  تجريما للنضال الإجتماعي و الحقوقي أن لا . صوت يعلو فوق صوت المعركة. وهل مؤتمر سوسة  مؤتمر  انقلابي أم  تطهيري من الوجوه التي احتاجها الحزب للدخول إلى الساحة  السياسية ليرمي بها في ما بعد.
هذه قراءة  في الموضوع تتطلب مجنمعا مدنيا  ومعارضة وطنية يقظين نظرا لدلالات هذا الإنشقاق أو الإنقلاب الناعم في الحزب الحاكم و لعل الأيام تكشف لنا أكثر.

vendredi 8 janvier 2016

هلوسات تونسية: بن بريك حصان طروادة

هلوسات تونسية : بن بريك حصان طروادة




  الفكر اليومي في الخطاب الإعلامي ***

لعل الخطاب الإعلامي  العربي الرسمي و غير الرسمي قبل الثورات و بعدها و إن لبس لبوس الحرية (المزعومة) إلا أنه لم يخلع عن جبة السطحية و السذاجة، و لم يخرج من السجال و الجدال المتفنتز العقيم، كل الخطابات الإعلامية (نشرات الأخبار و الحوارات)  لم تنتج سوى الفكر اليومي بل و أعادت إنتاجه من المقاهي و الأرصفة و المكاتب و صفحات التواصل الإجتماعي.
الفكر اليومي عدو النقد لم يمارس النقد و لم يتعلمه الفكر اليومي المتأسس على منطق المحافظة على الخبزة أو الخطاب الخبزيست

***
  الخطاب الديني في وسائل الإعلام الذي لم يخرج من دائرة الأوامر و النواهي  و حتى اجتهاداته لم تكن سوى اجترار بائس لبعض المسلمات و المقولات الباهتة كالوسطية و الإعتدال و هذا موش من ديننا إلخ و لم تطرح مواضيع كالإرهاب في الأصول الدينية بعمقها و لم تفند أقاويلها مع التنويه ببعض الإستثناءات التي لا تغير شيئا من واقع الحال.
الليبراليون أنفسهم أو أدعياء الليبرالية التي لم تكن يوما أصيلة بقدر ما كانت مجرد مقولات تبريرية لرأس المال العالمي ليواصل مص دمائنا (إشتراكي مثلي يدعي أنه ليبرالي يالمعنى الأصيل لليبرالية  لأنني تحرري) هؤلاء الليبراليون أو الخطاب الإعلامي المسوق لهم لم يخرجوا من الفكر اليومي  و أنا أدعي سطحيته و سذاجته و ربما لا أبالغ إن قلت تورطه في تشويه المناضلين وأطروحاتهم الثورية و يحضرني الآن حوار حمة الهمامي مع محمد غلاب و شيء من جدال الشهيد شكري بلعيد مع مايا القصوري
 ، الفكر اليومي مبني بصفة كبيرة على الثقافة الشفاهية و هو البيئة الحاضنة للأحكام المسبقة و الكم الهائل من الفيديوات التي تنشر في الفيسبوك دليل على ذلك مع التنويه بما تمثله هذه الطريقة في نشر المعلومات من مصدر للتحريف و التزوير و اقتطاع الكلام من سياقه و إصدار الأحكام في حق الناس و قتلهم معنويا إلخ

***
و إذ  بهذا المعنى يتبدى لنا أن الفكر اليومي في وجهه الإعلامي ليس هامشيا أو عارضيا بل هو منتشر مسيطر و بالتالي بنى لنفسه حصونا عميقة في الوعي العام أو لنقل في المخيلة العامة و بالتالي فإن تقويض أسسه يحتاج بادئ ذي بدء إختراقات جريئة  لعل  و   أشهرها ما حدث مع الدكتور محممد الطالبي في العديد من المناسبات  حول الخمر و العلاقات الجنسية و حتى هذا الإختراق  من الدكتور الطالبي لم يلبث أن أخذ شكل الفكر اليومي بخضوعه لقواعد الدعاية و الإشهار و التداول كما لو أنه فضيحة جنسية

 توفيق بن بريك**
لا يمكن أن يكون بن بريك أكثر من قنبلة دخان كالصافي سعيد مثلا فالأخير يتحدث كثيرا لكي لا يقول شيئا تقريبا وحتى مواقفه فهي ضبابية تتحمل ألف تأويل و تأويل رغم أن طريقة حديثه استعراضية جدا.
بن بريك لا يتحدث جيدا كما قلمه لكنه يقول كل شيئ خاصة ما لا يريد السيد الأبيض سماعه، فقد خرج على النسق العام بالبلاد و تحدث كواحد منا بلهجتنا بكل ما تحمله من عبقرية و بذاءة و بكل ما تعبر عنه من حزن و غضب  دون أن يسقط في اليومية
بن بريك الذي طوع في خطابه كل الأدب و السينما و حتى الأدب الكلاسيكي العربي كانت له مواقف لا تقبل التأويل جد واضحة وضوح الشمس ليست انفعالية مربوطة بردة فعل بقدر ما هي نتيجة قرائته للمجتمع و السياسة (و التي اعتبرها شخصيا قراءة عميقة) فبن بريك عبر عن معارضته للسلطة منذ زمن بن علي و كان من القلائل الذين أقروا بإغتيال الثورة في مهدها دون أن ننسى اصطفافه الدائم مع اتحاد الشغل في كل المرات التي هوجم فيها،
مع الباجي أيضا و في زمن الباجي استمر توفيق في وقوفه ضد السلطة إل حد أنه عبر بأننا شعرنا بكوننا "طحانة" في عهد الباجي
كاتب باللغتين و قارئ للأدب و إسم متداول بشدة داخل البلد و خارجه يحمل قلما قاطعا كالسيف و لسانا حادا و مواقف منحازة لم تتبدل 
بن بريك حصان طروادة ندخل به القلعة المهيبة للفكر اليومي

.